وسلط إبراهيم الغيطاني، رئيس برنامج دراسات الطاقة، الضوء على حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة الأوروبية مع اقتراب قطع الغاز الروسي عبر أوكرانيا بحلول ديسمبر 2024. وبعد قرار أوكرانيا بعدم تجديد اتفاقية نقل الغاز، تدهور استقرار إمدادات الغاز إلى وسط وشرق أوروبا. قد تكون أوروبا الشرقية معرضة للخطر، خاصة خلال فصل الشتاء.
واستجابة لذلك، تتبنى دول الاتحاد الأوروبي تدابير بديلة للتخفيف من فجوات العرض، مثل استيراد الغاز الطبيعي المسال من دول أخرى واستخدام البنية التحتية الجديدة. ويشير الغيطاني إلى أن حساسية سوق الغاز الأوروبي لمخاطر انقطاع الإمدادات الروسية أقل بكثير مقارنة بالسنوات الأولى من الحرب الأوكرانية.
التطورات الرئيسية
يمثل التوقف القادم لتدفق الغاز عبر أوكرانيا لحظة محورية لأنه من المرجح أن يترك أسواق الطاقة في الاتحاد الأوروبي في حالة مؤقتة من عدم اليقين، خاصة مع ارتفاع الطلب في فصل الشتاء. ومع ذلك، يبدو أن احتمالات حدوث تقلبات شديدة في أسعار الغاز، مثل تلك التي شوهدت بعد تعطيل خطوط أنابيب يامال ونورد ستريم -1، قد تضاءلت.
أعلنت أوكرانيا رسميا رفضها تمديد اتفاق نقل الغاز مع روسيا، مشيرة إلى رغبتها في قطع العلاقات مع موسكو. ورغم أن هذا القرار قد يتسبب في تداعيات مالية لكل من أوكرانيا وروسيا، فإنه يتماشى مع هدف الاتحاد الأوروبي لتحقيق الاستقلال الكامل في مجال الطاقة عن المصادر الروسية بحلول عام 2027.
التأثيرات والبدائل
يعد نقل الغاز إلى أوكرانيا أمرًا مهمًا، حيث يوفر حوالي 3٪ من إجمالي واردات أوروبا من الغاز. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض البلدان، مثل سلوفاكيا والنمسا، تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، مما يدل على درجة متفاوتة من الاعتماد في جميع أنحاء المنطقة.
وفي ضوء هذه التحديات، حددت الدول الأوروبية مصادر بديلة، بما في ذلك واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وهناك أيضًا مقترحات لاستخدام البنية التحتية الحالية للغاز لتلقي إمدادات إضافية من أذربيجان.
وعلى وجه التحديد، حافظت النمسا على اعتمادها على الغاز الروسي في حين تستعد للانتقال إلى مصادر بديلة، مع التركيز على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز كفاءة الطاقة وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة.
في الختام، يُظهر مشهد الطاقة الأوروبي الحالي تحسنًا في القدرة على الصمود في مواجهة خطر قطع إمدادات الغاز الروسي. ومع ذلك، يتعين على دول الاتحاد الأوروبي أن تستمر في ملاحقة استراتيجيات شاملة لتعزيز أمن الطاقة والتكيف مع السوق الناشئة.